الحمد الله رب العالمين , والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمرسلين محمد وآلة الهداة المرضيين .
وبعد
الحديث عن الحضارة يذكرنا بأن :
الحضارة تعزيز للمثل والقيم
الحضارة رمز التقدم والرقي ..
الحضارة مبعث النهضة والانطلاق
الحضارة بوابة الخير والإحسان
الحضارة منشأ السعادة والرفاهية ..
فإذا كانت الحضارة كل ذلك , فأين نحن منها ؟
لقد كانت لنا فيما مضى حضارة عريقة , عم خيرها أرجاء العالم , وعاش الناس في نعيمها .. غير أننا ضيعناها بتكاسلنا وتراجعنا وتخلفنا ..
وبفقدانها , فقدنا كل الخصوصيات والحضارة , وكل آثارها الطيبة .
وبعد مضي سنين طويلة على هذا الحال , تجرعنا فيها مرارة العيش , وضنك الحياة .. وهل لنا سبيل أن نعيش في ظل تلك الحضارة السامية من جديد ؟
بادئ ذي بدء ,لابد أن نعرف أن الحضارة ليست منحه كي ننتظر أن تقدم إلينا على طبق من الرياحين , وإنا هي من خصوصيات الإنسان وإبداعاته . فمتى ما ثابرنا على تحقيقها في وجودنا وفي واقعنا , عندها بالتأكيد سوف نلبس ثوبها ونعيش أجواءها .
وثم أمر مهم ينبغي التوجه إلية , وهو إن الحضارة لايمكن لها أن تولد من دون أساس رصين وبناء قويم , ومن دونهما تبقى مطامير الظلمات ودهاليز الجهل والتخلف هي الحاكمة .
فلابد من الاعتماد على فكر صحيح ,ونهج واضح , وإتباع قدوات صالحة . وكل ذلك تجده في الإسلام , ملخص في القرآن الكريم والنبي الأمين وأهل بيته الطيبين الطاهرين , فلكماتهم وحي , ومناهجهم هدى , وسيرتهم ضياء : فيخطأ من يروم الحضارة فيسلك غير سبيلهم ..